حياتك من إختيارك ..


تقديم : أحمد عبد الكريم
حياتك من إختيارك .. حياتك هى مجموعة إختياراتك الصغيرة .. التى تسعى نحوها ..
تختار تعزف ولا تلعب كره .. تمارس الرياضه أو تشاهد التليفزيون ..  تستيقظ أم تنام أكثر .. تبتسم أم تبكى .. تتفائل أم تتشائم ... تسامح أم تترك غضبك بقلبك .. تعمل أم تضيع وقتك .. تصرف كل فلوسك على نفسك أم تتبرع بجزء منها لعمل الخير ..
حياتك من إختيارك عادةً ما تَتكرر هذه العبارة كثيراً أمامك فقد تجدها فى كتاب أو مقال أو عبر وسائل مرئية أومسموعه .. فهل تأملتها من قبل أم هى مجرد كلمات كغيرها بدون مدلول ومضمون لديك ؟؟
صديقى القارئ دعنا الأن أن نتعمق فى هذه العبارة لنتبين مدلولها الحقيقى ,وماتكنه من مكنونات عميقه نحو الحياة التى نعيشها.. "فحياتك من إختيارك" ليست كأى عبارة أو جمله نرحل عنها دول التوقف والتمعن إليها ولكنها أعمق وأشمل من ذلك لما تحمله من تفاصيل نحو الحياة ونحو الإختيار ...
فدعنى أطرح عليك سؤالأ فإطرح إجابتك سريعاً بدون تفكير ..
عندما تشعر بالعطش ماذا تفعل ؟؟
أنت الأن ترد وتقول أذهب لأشرب ..
نعم تشرب لتروى عطشك أو تلبى إحتياج فرضة عليك جسدك لشعوره بالجفاف وهذا الشعور الذى نتج عنه إشارتك  بالعطش و دفعك للشرب وأنت تجاوبت مع هذا الدافع برغبتك بالشرب وعندما قررت الشرب تركت ماتفعل و أنصرفت عنه ولو للحظات فكان إختيارك لتلبية الإحتياج الداخلى هو الأول.. وإستبدلته بما كنت تفعل .. إذاً أنت هنا صاحب إختيار وقرار وكان ناتج إختيارك هو شعورك بالراحة لأنك لبيت رغبة داخليه .. مع العلم أنه يمكنك أن لا تشرب وتؤجل ذلك حتى تنتهى مما تفعل وأيضاً أنت هنا كنت صاحب إختيار وقرار .. ولكنك إستبدلت أولوياتك فكان ماتفعل هو الأول .... ولكن شعورك الداخلى كان فى إلحاح عليك فجعلك لا تشعر بالراحه .. هذا الإختيار هو الإختيار المادى , العضوى .. الذى أعطى لك مؤشرات ومشاعر وأحاسيك ماديه كشعورك بإحتياجك للماء
صديقى هل إستنتجت شئ من هذا المثال ؟؟؟
نعم هذا هو معنى الإختيار ... فأنت لديك كل الحرية فى إختيارك ولست مجبر على أن تختار ...
فإعلم أنك عندما تتخذ قرارك بالإختيار فأنت هنا تتنازل عن قرار أخر كان يمكنك إتخاذه ..
سأوضح لكل بشكل أوضح عبر هذا المثال
مسألة الاختيار مسألة خطيرة جدا فحينما تختار أن تصرف مالك لشراء شئ معين وليكن مثلا سيارة فمعنى ذلك أنك تخسر شيئا أخر كشراء شقة مثلا.
وحينما تقرر أن تستثمر أموالك في إنشاء مصنع فمعنى ذلك أنك خسرت استثمار هذا المال في العقارات.
أما الإختيار المعنوى .. فهو الذى يشكل لنا العبء الأكبر حيث أننا نترك إختياراتنا بدون توجيه متعمد ونسمح للظروف والأشخاص فى توجيه هذه الإختيارات فنصبح ردود أفعال ومتأثرين بالمحيط الذى نعيش فيه ..
هل فكرت يوماً أن تختار مشاعرك وأحاسيسك الداخليه ؟؟
هل فكرت يوماً أن تختار أفكارك و تحدد أولوياتك فى التفكير ؟؟
تخيل نفسك الأن بعد 15 عام .. فأنظر الأن لنفسك و إلى أين أخذتك قراراتك وماذا كانت نتائجها  ؟ والأحداث التى تعيشها إلى أين ذهبت بك ؟  
صديقى القارئ إن أفكارك التى تحيا بها اليوم هى التى تحدد مصير الغد فهى الموجه الأساسى لأفعالك ولكن يسبق أفكارك مشاعرك وأحاسيسك التى تبنى عليها أفكارك . ويولد منها الدوافع نحو بناء الأفكار فى الإتجاهات التى تؤمن بها و فى النهايه تصاغ بها شخصيتك الخارجيه. وتحدد حياتك
وهذا هو المعنى الحقيقى لحياتك بإختيارك ... فهل أنت الأن صاحب قرار فى حياتك
هل أنت تختار حياة السعداء ... هل تختار حياة النجاح والإنجازات .. هل تحقق حياة الإتزان

خطوات تحقيق الإختيار الإتزان فى الحياة :

1- المشاعر (العمل على تحسين المشاعر وتحقيق الإتزان النفسى بالتخلص من الأثر السلبى للمشاعر من الماضى و إدارة المشاعر(
2- الأفكار (العمل على ترتيب الأفكار وتغيير السلبى منها بإستبدالها بأفكار إيجابية وتغيير الصورة الذهنية لصورة تحقق لك النجاح(
3- العادات (التخلص من العادات السلبية وإكتساب عادات إيجابية)
4-  الأهداف ( تحديد أهداف شخصية ومهنية ووضع خطة زمنية لتحقيقها)
5- التواصل ( عمل شبكة تواصل وعلاقات إيجابية مع الأشخاص الناجحين(
6- المهارات ( التدريب الدائم على تطوير وإكتساب مهارات جديده(
7- الإستمرارية (الإستمرارية وتحدى المعوقات والمحاولات االمتكرره لإكتساب الخبرات(

عبر سلسلة من المقالات سنتناول كل خطوة مع الشرح والتفصيل نحو  خطوات تحقيق الإختيار الإتزان فى الحياة :

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إستراتيجيات المذاكرة والتركيز

دليل المتدرب لبرامج شهر أكتوبر للمدرب أحمد عبد الكريم