كن إيجابى وغيـّر من نفسك



هل أصبح التغيير كلمة تتصدر عنواين للمقالات وأسماء للكتب , أم مجرد أمنيات يتمناها الكثيرين للبحث عما هو أفضل لحياتهم  . أم هى معادلة حقيقية لتحسين وتطوير البشرية ؟
عبارات ومقالات وأسطر كثيرة خطت نحو التغيير و أهميتة وكيفية تحقيقة ولكن حال دون ذلك الوصول له من الكثيرين  وأصبح لديهم من هواجس الأوهام التى تتدفق لعقولهم وفكرة محال تحقيقها.
دعونا نطرح بعض الأفكار والخطط القابلة للتنفيذ حول الوصول إلى التغيير الإيجابى بعد التعرف على ماهيتيه وأهميته وكيفية تخطى عقبات التغيير الذى نرغب جميعاً فى تحقيقة والوصول إليه ...
قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].
الدلالة المعجميَّة اللغوية للفظ التغيير:
تدُور مادَّةُ (غَيَّرَ) في اللُّغة على أصليْن، هما:
• إحْداث شيءٍ لم يكُن قَبْلَه.
• انتِقال الشيءِ من حالةٍ إلى حالة أخرى
معنى التغيير : هو الإنتقال من وضع ما إلى وضع أخر لم يكن موجود من قبل . وقد يكون التغيير بقصد وبهدف أو غير مقصود بقيادة الظروف والبيئة المحيطة ..
لماذا التغيير ؟؟
إنّ فكرة التغيير مرتبطة بالعديد من المجالات في الحياة ؛ فالإنسان يسعى إلى تحقيق التغيير بشكل دائم ، سواءً في ملابسهِ ، أو أثاث منزله ، أو طعامه ، أو غيرها من الأمور الأخرى ، لذلك يعدّ التغيير جزءاً من حياة الإنسان، وإن لم يطبّقه بشكل فعلي أو بناءً على إدراك مسبق فيه، فقد يحدث التغيير بالاعتماد على تصرفات لا إرادية، مثل: تغيير الفرد للطريق الذي يذهب منه يومياً للعمل، أو تبديل مكان الأثاث في غرفة الجلوس، وغيرها من التصرفات الأخرى التي ترتبط بشكلٍ مباشر بمفهوم وفكرة التغيير , ومع سعى الإنسان إلى الظهور دوماً بشكل خارجى مثالى لكى يواكب التطور والحداثة فى العالم ككل أصبح من الضرورى والهام أن يسعى إلى تحقيق التغيير الداخلى : "الأفكار – المشاعر" والتى تنتج عنها السلوك الخارجى وتحقيق الإهداف والإنجازات وتحقيق التوازن الفكرى والسلوكى مع هذا التطور.
"لا بديل للتغيير"
لقد أصبح التغيير أداة هام وضرورية ولا غنى عنها لتحقيق الإتزان فى الكون .
إذا كنت تعاني من الإحباط واليأس والكآبة والملل،وتشعر أنك غير منتج في حياتك العملية والشخصية،وأصبحت مشكلاتك كثيرةً وصعبةً ولا تستطيع أن تجد لها الحل،وأصبح أصدقائك وأقرانك متفوقين عليك وناجحين أكثر منك،وأصبحت أيضاً تمشي وتمضي في روتين مللٍ وطويلٍ ليس له نهاية ليس هذا فقط , وإنما مع التطور الزمنى وتلاحق الحقبات الزمنية : نلاحظ التطور والتغيير البشرى الهائل فى الأفكار وتحقيق الإنجازات الشخصية والعامة  من صناعات , تكنولوجيا , علوم , إكتشافات , إختراعات متطورة  و غزو للفضاء وغيرها من المجالات التى إستطاع البشر على مر التاريخ إكتشافها وتطويرها.
§        قرر سالم السفر لبلد أجنبية لإستكمال دراستة الجامعية ولكن سالم لم يكن يجيد اللغة السائدة فى هذه البلد فهنا سالم بدأ فى تعلم هذه اللغة حتى يستطيع أن يتأقلم فى هذه البلد.
§        حصل خالد على تقدير عام إمتياز فى دراستة الجامعية بكلية الحاسبات والمعلومات و بعد التخرج قرر أن يتقدم لشغل وظيفة مبرمج بالعديد من الشركات العالمية التى تعمل فى هذا المجال ولكن خالد كان يتم رفضة دائماً لإنه كان لا يجيد مهارات التعامل مع الزملاء . فقررت أن يكتسب هذه المهارات بحضور دورات تدريبية وبالفعل إكتسب هذه المهارة وتم قبوله فى شركة كبيرة وعمل ما يحب .
§        تزوجت سالمة من جارها أيمن والذى كان يعمل معيد بكلية الأداب وكان لدية هوايات عديدة كالقراءة , والشعر والكتابة ولم تكن سالمة لديها أى إهتمامات أو هويات فنصحها زوجا بأن تبحث بداخلها عن ما تحب أو تجد فيه متعة شخصية فلم تتجاوب معه ومع مرور الأيام أصبحت هناك فجوة عقلية كبيرة بين سالمة وأيمن و زاد بينهم الخلاف فى وجهات النظر فقرر الطرفان الإنفصال . وإستكمل أيمن حياته بزوجة لديها طموحات وأهداف . وإستقرت سالمة مع والديها تعيش مع ذكراها.
§        تخرج محسن من كلية التجارة بتقدير عام مقبول وكان لدية أفكار سلبية عن المستقبل ولم يكن لدية أى أمال للعمل بأى شركة لإنه كان يعلم أن الواسطة والمعارف هى الوسيلة الوحيدة لإلتحاقة بالعمل ولذلك إنشغل كثيراً فى البحث عن هذه الواسطة ولكنه لم يوفق فى الإلتحاق بأى عمل وبعد مرور عدة أعوام وهو يبحث عن هذه الواسطة تقابل مع زميلة وجدى الذى تخرج معه من نفس الدفعة وكان يعمل محاسب ببنك كبير ومشهور وعند إجراء الحديث بينهم ومع سؤال محسن لوجدى عن عمله "فأخبره أنه بحمد الله يعمل ببنك كبير ومشهور ومرتبة كبير جداً" ..
فرد علية محسن وقال "طبعاُ لديك واسطه كبيرة هى التى ألحقتك بهذا العمل"
فأجابة وجدى " أن هذه أفكار خاطئة وأن لكل مجتهد نصيب وأنه بعد التخرج نمى نفسه وقدراته ومواهبه وبذلك أصبح مرغوب به بسوق العمل" ..
فهنا قرر محسن أن يسلك طريق وجدى .. ولكنه مازال يبحث عن عمل !!!
ألم يحن الوقت للتغيير ؟؟ هل مازلت تفكر ؟؟
قالوا فى التغيير :
-  منحني الله الشجاعة للإقبال على تغيير الأشياء : لذا أقوم بتغييرها، و منحني الهدوء لأتقبل ما أعجز عن تغييره، كما منحني الحكمة لمعرفة الفرق بين الأمرين . فرانسيسكو أسيسي
-  كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم .    المهاتما غاندي
-  أكثر الناس ينتظرون شيئا ما ليتغيروا، و آخرون يتغيرون عندما تحدث لهم صدمة، أو تتغير أدوارهم في الحياة، لكن أعظم التغير هو التغير المقصود الواعي النابع من التأمل و الإرادة و الشعور بالمسؤولية .   طارق السويدان
-  أعظم التحولات تأتي من أصغر التغيرات. تغيير بسيط في سلوكك يمكن أن يغير عالمك ويعيد تشكيل مستقبلك .  أوبرا وينفري
-  وقتما وجدت نفسك في صف الأغلبية فقد حان وقت التغيير .   مارك توين
خصائص التغيير:
1-    الحتمية ، أي إنّ التغيير أمرٌ لا بد منه، لذلك يعتبر من الأشياء الضرورية في حياة الإنسان، فلا تبقى الأشياء على حالها لفترة زمنية طويلة؛ لأنه من الضروري أن تتغير نحو الأفضل، حتى لا يؤدي عدم تغييرها إلى زوالها مع الوقت.
2-    التطور، أي إنّ التغيير وسيلة من وسائل الارتقاء نحو الأفضل، فيحافظ على انتقال الشيء من مرحلته الحالية، إلى مرحلة أكثر تطوراً.
3-    الاستمرارية، أي إن التغيير عملية مستمرة، سواءً اعتمدت على تخطيط مسبق، أو على التأثر بالظروف، والعوامل المحيطة بالأفراد، لذلك يصنف التغيير ضمن مفهوم الظواهر دائمة الحدوث.
4-    الشمولية، يجب أن يشمل التغيير كل جوانب الشخصية فى كل مناحى الحياة ,حيث أن كل ظاهرة تؤثر على الأخرى.
التغيير الجزرى والشكلى :
§        زرع جابر شجرة تفاح بحديقة منزلة و ظل يرعاها حتى طرحت ثمارها ولكن جابر لاحظ أن الثمار ليست جيدة وبها عطب فأخذ سالم يقطف الثمار ويعالج الأوراق وظل على هذا النهج كثيراً ولكن الثمار مازالت غير جيدة ففكر كثيراً فى حل وقرر بعلاج الجذور ووضع لها مواد كيماوية فإذا بالشجرة تؤتى ثماراً وافرة وجيدة وهنا أيقن أنه كان يحدث تغيير شكلى فقط وأن الحل كان فى علاج الجذور .
التغيير الحقيقى من الداخل يبدأ من الجذور من الأفكار , من المشاعر وليس من الخارج فقط .. فكم من مدخن يقرر التوقف عن التدخين فيعاوده مره أخرى , وكم من متبع لنظام غذائى وحمية معينة يتوقف عنها وكم من ممارس لرياضة ما يتركها.
السبب فى ذلك أن التغيير كان شكلى وخارجى فقط ولم يكن من الداخل.
كيف أصل إلى التغيير الحقيقى ؟
هناك ثلاثة مراحل نحو تحقيق التغيير .
المرحلة الأولى : الحاجة إلى التغيير
الإعتراف والشعور بأنك فى الحاجة إلى التغيير هو بداية التغيير الحقيقية والإيمان بأن هذا التغيير سيعود عليك بإيجابية كبيرة هو من أهم الخطوات نحو التغيير.ولا تكفى وحدها.
المرحلة الثانية : التحرك نحو التغيير
مرحلة الفعل والتحدى والإرادة وهنا نبدأ فى الخطوات الفعلية للتغيير وتبدأ بوضع خطة التغيير و السعى نحو تحقيقها . وهنا التحدى الأكبر  بين الذات العليا والذات السفلى والمواجهة بينهم والتى سنتحدث عنهم لاحقاً فى المقال.
المرحلة الثالثة : الإستقرار والتأصيل
مرحلة التثبيت و الإستقرار والمحافظة لما حصلنا عليه وعدم التفريط فيه بل تطويره وتنميته وعدم إستنزافه منا بالتحديات والعقبات المحتملة مواجهتها.
دعونا قبل أن نخوض فى كيفية تحقيق التغيير وخطواته أن نتعرف على العقبات والمعوقات التى يحتمل أن تعيقنا بشكل كبير .
معوقات التغيير :
 معوقات التغيير نوعان : داخلى وخارجى
المعوقات الداخلية :
1.     البرمجة السلبية السابقة والحديث السلبى مع النفس :
الصورة الذهنية من العوامل الشخصية وهى أولى معوقات التغيير فقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان على الفطرة لا فارق بين شخص وأخر ومع تطور مراحل نمو الإنسان وإكتساب كل إنسان شخصيته المستقلة من أفكار ومشاعر وسلوك و نجد أنه ليس هناك تطابق نهائى بين أى شخصية وأخرى وقد وضع علم النفس العديد من النظريات والأطروحات حول مصادر إكتساب الشخصية والبرمجة الشخصية .
مصادر البرمجة :
1-    الوالدين
2-    المدرسة
3-    الأصدقاء
4-    الأعلام
5-    أنت نفسك وحديثك الذاتى لنفسك
تقول بعض الدراسات النفسيّة أنه من الميلاد حتى سن  7 سنوات  75%   -85%     من البرمجة قد تمت . ومن   7 سنوات - 18 سنه   95%    منها يتم .
صورتك الذهنية الداخلية أو بتوضيح أدق ماترسمة لنفسك فى خيالك من تصور لشخصيتك هو مايقود أفكارك فقد ترى فى نفسك أنك شخص ناجح و لديك قدرة على التأثير , قوى الأرادة والعزيمة ,محبوب من الأخرين ,إيجابى ومؤثر فى مجتمعك وهذا يضع لك صورة إيجابية وتصور إيجابى لشخصيتك الداخلية ودوماً تسعى نحو الأفضل من التغيير والتطوير.
 أما إذا كان حديثك الذاتى مع  نفسك سلبى و أنك ترى فى نفسك شخص ضعيف ليس لديه الحيله ,غير مرغوب به , فاشل , ضعيف وليس لك قيمة فى هذه الحياة .بالطبع هذه الصورة السلبية هى ماتقودك نحو الفشل والعجز والكسل والتمنى فقط فلا تسعى للتغيير أو التطوير.
الحل : إذا كنت ممن حديثهم الذاتى سلبى ويرون فى أنفسهم صورة سلبية .
إبدأ من هنا . ...

إنتظرونا فى الحلقة القادمة وإستكمال للمقال

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إستراتيجيات المذاكرة والتركيز

دليل المتدرب لبرامج شهر أكتوبر للمدرب أحمد عبد الكريم